Moza Almatrooshi
Short Story: A poor man
رجل فقير. طوال أيامه يعمل. لا يستطعم يوم لا تغليه مشقة، والمشقة لا تمنحه الفرصة للشوق لها.
رجل فقير. بعد أن أكل الشيب رأسه، صارح ابنتيه اللاتي تمثلان ما تبقى له من حلاوة العيش، أنه يطمع أن ينفق ما تبقى من أنفاسه في فضاء الصحراء، بعيداً عن الناس. يود أن يذهب بسلام من غير هاتف محمول، يود أن ينعدم من أي وسيلة للاتصال.
رجل فقير. ودع ابنتاه، وحمل نعاجه و كلبه و كيس طحين، ليعجن الخبز وقت الجوع ويستخرج من النعاج لحم و شحم و حليب. مضى إلى حيث على المشقة مشقة للوصول، فلا تبالي في البحث عنه.
رجل فقير. في يوم ما و هو يملأ رئتيه بالأكسجين، رأى رجل نحوه يسير. قال سلام أيها الرجل. قال الرجل أنا من الأمن، قال الفقير و أنا لم أسأل. قال رجل الأمن من أين لك هذه النعاج؟ قال من عرق جبيني. رد الرجل: من جبينه يعرق، هل له ما يزيد ليشتري كلباً؟ قال هذا الكلب حر، ليس كالرجال. قال رجل الأمن هل تعلم أنك خالفت القانون؟ العيش هنا ليس “ببلاش”. قال الفقير ماذا عن الهواء؟
رجل فقير. تقوس ظهره و انحنى حتى كاد أن يتفكك عموده الفقري. مضى مع رجل الأمن و لم يتنفس حرفاً.
أخوات قنوعات التقيتا و أبناءهن يلعبون، يحتسون الشاي بالنعناع، يتخيلون أباهن الفقير يعيش بسلام في فضاء الصحراء، مع نعاجه و كلبه و كيس الطحين. إنه يأخذ قسطه المستحق من الراحة. إنه ينعم بالسلام.